نكهات السولت هو سائل إلكتروني عالي التركيز من النيكوتين مع نكهات استثنائية في مجموعة واسعة من النكهات. عند اختيار افضل نكهات الفيب، قد تتبادر إلى ذهنك بعض الأسئلة الشائعة التي تساعدك في اتخاذ القرار المناسب. ما ترددت أن أروي لهم قصتي البائسة أملاً بأن يكون لديهما أي علم بما وقع لزوجتي، فأجاباني بطريقة فظة وأثار كلامهم أفظع المخاوف في قلبي وكاد يقنعني بأن زوجتي الطاهرة المسكينة قد وقعت في يد ذاك الطاغية الفاجر. ولكني تذكرت أني لست سوى أرمني فقير ينتمي إلى شعب مسكين مهان منحط، وأعظم بطولة قد تكون من نصيبي هي حماية قطعان أبي من الذئاب وصد السارقين عن حقولنا. أيعقل أن أرى هذه الشمس وأسمع تغريد الطيور في السماء الزرقاء وألمس هدوء الطبيعة ونضارة الصباح وخوار الأبقار، وهل يمكن ألا تكون المشاهد التي تجول في ذاكرتي أكثر من نتاج خيالي المعتلّ؟ أقلقنا هذا الخبر، ورأت أمي أن نرجع فوراً ونؤجل الزفاف؛ إلا أن عشقي منعني من الاستماع إلى كلامها فتوسلت إليها أن نمضي في طريقنا بسرعة لنعود في أقرب وقت أيضاً. وهكذا تقرر زواجي. وفي المساء السابق ليوم الزفاف أرسلت الألبسة وغيرها من الأغراض على صوانٍ محمولة على رؤوس الرجال إلى خطيبتي، ويرافقهم المغنون والعازفون الذين تجدهم متجر فيب سعودي في كل قرية. ثم دوى انفجار عظيم هز كل شيء حولنا.40 وتراكضت الدواب بعد أن أفلتت من حظائرها في كل اتجاه تختلط بأهوال تلك الليلة.
انحنيت فوقها بكامل قوة الهوى الأول وملأت قلبي أحاسيس جديدة علي فنسيت كل شيء عدا هذه الفتاة، ولو لم تفتح عينيها لبقيت في ذلك المكان إلى الأبد. كان مخيم السردار لا يزال في المكان نفسه وتجاوزناه بلا عراقيل تذكر حتى وصلنا إلى المرتفعات المطلة على غومشلو. مكثت طوال ذلك اليوم في غوكلو (اسم قرية مريم)، وذبحوا الخروف المنذور وطبخوا قدراً ضخماً من الرز. وعندما وصلت إلى المدينة اتخذت لي موقعاً على جسر فوق نهر رازدان، فهو نقطة جيدة لمراقبة ذاك الجزء من قصر السردار الذي يؤوي حريمه. » وعندها عاد إلي إدراكي لما وقع الليلة، ما كنت أرفض تصديقه، فأنجدتني الدموع التي بردت رأسي وشرحت صدري الذي كاد يختنق. وحكت لي أن الكابتن الروسي وقع أول ضحية للفرس، إذ اندفع إلى خارج البيت ليعرف ما يحدث متى سمع الانفجار في غرفتي، فهاجمه فارسيان اثنان أمسكه أحدهما وقطع ثانيهما رأسه، وهذا الرأس رأيته حين اندفعت من غرفتي. وما كادت زوجتي رمت ستارها على رأسها وخرجت من باب البيت حتى وقع انفجارٌ في الغرفة مباشرة وجعلتني شدته أشعر وكأنني انتقلت في لحظة إلى نار جهنم. أيعقل أنني رأيت هنا، في هذه البقعة المباركة من الأرض، إنساناً يقتل أخاه الإنسان والبيوت المحترقة والجثث المشوهة والرؤوس المضرجة؟ كانت كل هذه النقاشات تدور بين النساء حصراً، وعندما حصل الاتفاق دعتنا النساء إلى الدخول، فدخلت مع عمي، من أجل الخطبة، ونبهوني ألا أضحك ولا أبتسم طوال المراسم لأن ذلك علامة سوء كفيلة بإفساد الحياة الزوجية.
وعندما وصلنا إلى تلة صغيرة تشرف على قريتي استلم كل المشاركين في المراسم شمعة صغيرة أشعلها فوراً. وبما أنك أديت لنا خدمة في حماملو ستبقى خادمي لتخدمني شخصياً. رأيت مريم العزيزة، ولا تسمح لنا عادات بلدنا بالتحدث صراحة، ولكن الحب بارع في ابتداع الوسائل، فتبادلنا كلمات الوفاء الأبدي وحلفنا على الصليب المقدس لديننا أننا سنبقى معاً مهما حدث. فمن الضروري شراء الملابس والخواتم والشموع والحلويات وستار قرمزي وسرير وشراشف ودفع أجور المغنين والعازفين وتجهيز وليمة؛ ومن أين لنا النقود لتغطية كل هذه التكاليف؟ وقد أحيط الدير والكنائس الشهيرة في كل أرجاء آسيا بسبب ثروتها بجدران عالية لها أبواب ثقيلة متينة. ولكن توقعاتي السوداوية كانت أشد من الواقع، فأول من صادفته وأنا أدخل القرية كانت أمي المسكينة التي بذلت كل الجهد لتأمين سعادتي. ولكن حبي كان يدفعني إلى الزواج، وحاولت أن أتحمل ما لا طاقة لي به. كم تمنيت أن أواجه وأقاتل عشرين فارسياً آخر لأبرهن مدى حبي! تعال معنا لتحل ضيفاً علينا، إذ لو كان هناك مناسبة تستحق أن نذبح خروفاً ونأكله ونفرح فها هي ذي. وكنت متلهفاً للذهاب إلى يريفان لشراء الملابس، إذ كانت أقرب مدينة فيها سوق.
كانت علاقاتنا مع ضيوفنا الروس طيبة، إذ كانوا هادئين ومنضبطين بخلاف الفرس في مثل هذه الحالات، فأصبحنا أصدقاء. اندفعنا إلى بيتنا في قلق، وعندما وصلنا تبين أن أمي كانت على صواب، فقد احتلت القرية قطعة صغيرة من المشاة الروس تتألف من خمسين رجلاً يرأسهم «پنجاه باشي»، أي رئيس الخمسين، يسمونه «الكابتن»، وهي طليعة الجيش الروسي الموجود على مسافة مسير يوم عن قريتنا. ولكن شؤوني غلبت علي فما أعرت اهتماماً لهذه الأخبار، وقد خطر على بالي أننا يمكن أن نحاول طلب الحماية من السردار بوساطة رئيسنا في الكنائس الثلاث في حال صارت قريتنا ومحيطها مسرح أعمال قتالية، ولكن عندما حسبت الوقت الضروري للسفر إلى إتشميادزين تركت الفكرة وتوكلت على سيفي وبندقيتي معتبراً إياهما حماية كافية من جميع الغزاة. ولكن لكي تفهم المشهد الذي سوف أصفه لك الآن، يجب أن تعرف أن القرى في جورجيا وفي ذلك الجزء من أرمينيا الذي نقطن فيه تبنى جزئياً تحت الأرض، فيجد الغريب نفسه ماشياً على سقف بيت وهو يظن أنه يسير على الأرض، وأغلب البيوت تنار بفتحات في سقوفها. لعلك أنت ابنه الذي كان يدرس في الكنائس الثلاث37 ليصبح كاهناً وعاد مؤخراً لمساعدة أهله ؟